للتلاميذ المقيلين على امتحانات الباكالوريا – تحليل نص قصصي
تمهيد
هذا نموذج لمنهجية تحليل نص أدبي أقدمه لمستوى الثانية باكالوريا شعبتي الآداب والعلوم الإنسانية وفق ما تنص عليه المذكرات الخاصة بمواصفات الفروض الكتابية والامتحانات الوطنية وطريقة تقويمها . ووفق مهارة التعبير والإنشاء
لقد لاحظت طوال سنواتي في التدريس أن التلاميذ يلاقون صعوبة في تناول النصوص منهجيا لاسيما أنهم يجدون أنفسهم في السنة النهائية أمام مهارة جديدة تتمثل في كتابة موضوع إنشائي أدبي متكامل بدل الإجابات الجزئية التي تعودوا عليها سابقا. كما أنهم ينساقون وراء المقدمات الطويلة ويتجاوزونها قليلا نحو الفهم غير قادرين على اقتحام مهاررات التحليل والتركيب والتقويم وهي عمود الإجابة وأكثرها تنقيطا
وإذ أضع هذا النموذج أمام تلاميذ السنة النهائية باكالوريا رسميين وأحرارا فإنني أرفقه بهذه التوجيهات
- يذيل النص الأدبي دائما بأسئلة مساعدة تكوّن في مجموعها منهجية التحليل
- تتم الإجابة عن الأسئلة التي يذيل بها النص الأدبي دون وضع أرقام أو عناوين
- يحترم الترتيب أثناء الإجابة إذ لا يجوز تقديم سؤال أو تأخيره لأن مجموعها يمثل في النهاية موضوعا متكاملا
- يجيب التلميذ عن جميع الأسئلة المطروحة لأن كل سؤال ينفرد بنقطته العددية
- سلم التنقيط موحد في جميع النصوص وفق مذكرة رسمية وهو كالتالي
نقطتان للتقديم ونقطتان للفهم وست نقاط للتحليل وأربع نقاط للتركيب والتقويم والمجموع هو أربع عشرة نقطة . والست الأخرى مخصصة لمادة المؤلفات
- سأرفق كل مهارة بنص تطبيقي مناسب يتدرب عليه التلاميذ
حظ سعيد والله ولي التوفيق
نص قصصي
المقدمة
الإشكالية
القصة فن سردي من خصائصها التكثيف والقبض على اللحظة الزمنية والاقتصاد اللغوي للتعبير عن التحولات الاجتماعية ، وتفاعل الذات المبدعة مع محيطها
ظهرت عربيا عن طريق الترجمة و الصحافة و التأثر بالأدب الغربي في بدايات القرن العشرين ومن روادها مشرقيا محمود تيمور ويوسف ادريس ونجيب محفوظ .. ومغربيا ع الكريم غلاب وع المجيد بن جلون ومبارك ربيع ومحمد زفزاف .. ثم التعريف بصاحب النص
الفرضية
النص قصصي من خلال وجود السارد والحدث والشخصيات والزمان والمكان في بدايته افتراض موضوع القصة من خلال مشيرات دالة توجد في العنوان والبداية والنهاية
المحتوى : استخراج المتن الحكائي (ترتيب الوقائع والأحداث) إما بتلخيصه أو عرض وحداته
الـتحليل : جرد القوى الفاعلة وإبراز : ( سماتها – أدوارها – علاقاتها )
وجهة النظر(الرؤية السردية) : ضمير السرد – هل الراوي مشارك في الحدث ؟
مقدار علم الراوي
الحبكة ( الخطاطة السردية وطريقة تنظيم المتواليات )
الزمان : تعاقبي – دائري – استرجاعي – استباقي
المكان : تحديده – ارتباطه بالأحداث – أبعاده
اللغة والأسلوب : المستويات اللغوية ( لغة فصحى عادية أوفنية -عامية- مفردات أجنبية
شعر – زجل – رسالة … )
تنويع طرائق العرض ( الحكي والوصف والحوار )
التركيب والتقويم
تلخيص معطيات التحليل بإبراز مقصدية الكاتب وتشغيل النص لثوابت القصة من سرد وفواعل ورؤية سردية وزمان ومكان ولغة سردية تقوم على تنويع طرائق العرض ومستويات التعبير
إبراز مساهمة القصة في تطوير الأدب العربي الحديث بكونها جنسا إبداعيا مضافا إلى أدبنا عبّر عن تفاعلات المجتمع وعالج ظواهره في قالب فني ، وفتح أمام المبدع أفقا جديدا للتعبير ووفر للقارئ إبداعا متميزا يقوم على الاقتصاد والفائدة والمتعة
نموذج للتطبيق على نص قصصي
الـمَـرْتـبـة المُـقـعَّـرة
في ليلة العرس ، والمرتبة جديدة وعالية ومنفوشة ، رقد فوقها بجسده الفارع الضخم ، واستراح إلى نعومتها وفخامتها ، وقال لزوجته التي كانت واقفة إذاك بجوار النافذة
اُنظري هل تغيرت الدنيا ؟
ونظرت الزوجة من النافذة ، ثم قالت : – لا … لم تتغير
- فلأنم يوما إذاً ..
ونام أسبوعا . وحين صحا كان جسده قد غوّر قليلا في المرتبة .. فرمق زوجته وقال
انظري … هل تغيرت الدنيا ؟
فنظرت الزوجة من النافذة ، ثم قالت : لا … لم تتغير
- فلأنم أسبوعا إذاً
ونام عاما.وحين صحا كانت الحفرة التي حفرها جسده في المرتبة قد عمقت أكثر،فقال لزوجته
انظري… هل تغيرت الدنيا ؟
فنظرت الزوجة من النافذة ، ثم قالت : لا…لم تتغير
فلأنم شهرا إذاً
ونام خمس سنوات . وحين صحا كان جسده قد غور في المرتبة أكثر، وقال لزوجته
انظري … هل تغيرت الدنيا ؟
فنظرت الزوجة من النافذة ، ثم قالت : لا … لم تتغير
فلأنم عاما إذاً
ونام عشرة أعوام.كانت المرتبة قد صنعت لجسده أخدودا عميقا،وكان قد مات فسحبوا الملاءة فوقه،فاستوى على سطحها بلا أي انبعاج،وحملوه بالمرتبة التي تحولت إلى لحد و ألقوه من النافذة إلى أرض الشارع الصلبة
حينذاك ، وبعد أن شاهدت سقوط المرتبة اللحد حتى مستقرها الأخير ، نظرت الزوجة من النافذة،وأدارت بصرها في الفضاء،وقالت : – يا إلـهي لقد تغيرت الدنيا
يوسف ادريس . م ق : النداهة
نص مسرحي
المقدمة
الإشكالية
المسرح فن درامي من خصائصه الحوار والصراع والحركة … يعبر عن واقع الحياة وتفاعلات المجتمع ويجمع بين الأدب و السينوغرافيا
ظهر عربيا عن طريق الترجمة والاقتباس في نهاية القرن التاسع عشر مع مارون النقاش ويعقوب صنوع ثم تأصل في بدايات القرن العشرين مع توفيق الحكيم ويوسف ادريس … ومن المسرحيين المغاربة نذكر ع الكريم برشيد والطيب الصديقي ومحمد مسكين ..ثم التعريف بالكاتب
الفرضية
نفترض أن النص مسرحي من خلال شكله الطباعي القائم على شخصيات متحاورة تقطع كلامها عبارات موضوعة بين قوسين … ونفترض موضوعه من خلال العنوان أو بداية المشهد أو نهايته
المحتوى
استخراج المتن الحكائي ( تلخيص الأحداث أو عرض الوحدات )
الـتـحليل
الحوار: المتحاورون وسماتهم الخارجية والنفسية + نوع الحوار خارجي أو داخلي (مونولوج ) فردي أو ثنائي أو متعدد
إبراز البنية العاملية والخطاطة السردية
الصراع : اختلاف مواقف المتحاورين+حجج كل طرف للدفاع عن موقفه السينوغرافيا:الإشارات والتوجيهات ودلالاتها+الديكورودلالته علىالمكان+الإكسسوار
اللغة والأسلوب : تحديد المستويات اللغوية من فصحى وعامية أو تقريرية وتصويرية ..
اللغة الحجاجية التي توظف براهين و حججا ، و توظف أفعال الكلام
مثل:الأمروالنداء والطلب والاستفهام والاستهزاء والتعجب والتهديد…
- التركيب و التقويم
تلخيص معطيات التحليل بإبراز مقصدية الكاتب وتشغيل النص لثوابت المسرح من حوار وصراع درامي ووقائع تنظمها حبكة فنية وإرشادات ولغة حجاجية توظف أفعال الكلام
إبراز مساهمة المسرح في تطوير الأدب العربي الحديث بكونه جنسا إبداعيا مضافا إلى أدبنا عبّر عن تفاعلات المجتمع وعالج ظواهره في قالب فني ، وفتح أمام المبدع أفقا جديدا للتعبير يجمع بين السينوغرافيا و الأدب ووفر للقارئ إبداعا متميزا يقوم على الفرجة والفائدة
نموذج للتطبيق على نص مسرحي
( يضاء الجانب الآخر من الخشبة ، يدخل المقدم ويتبعه اثنان من أعوانه )
المقدم : ( للرجلين ) اطرقا هذه الأبواب ، أريد أن أكلم أصحابها ، بسرعة
العون 1 : … افتحوا ، المقدم ينتظر ( يخرج من أبواب مختلفة حمدان و سعدان ورضوان )
المقدم: أخيرا فتحت يا سمسمم(مقتربا من حمدان) حمدان انت قلب الحي وشاعره أليس كذلك؟
حمدان : هكذا يقولون عني
المقدم : وأنت يا سعدان .. ياحكيم الحي و لقمانه … أنت عقله المفكر أليس كذلك ؟
سعدان : … أنا كاتب عمومي فقير … ولست وحدي من يملك عقلا …
المقدم : ( لرضوان ) و أنت يا رضوان . يا أيها العامل في البذلة الزرقاء . أنت ساعد هذا
الحي . ساعده الأيمن . و الأيسر كذلك…( يضحك في خبث ) أليس كذلك ؟
رضوان : كلنا في الحي سواعد . نخيط ألوف الألبسة ولا نلبس إلا جلدنا …
حمدان : ( في سخرية ) هذا إذا تركوا جلدك آمنا ( يضحكون )
المقدم : أنتم نخبة هذا الحي . من أجل هذا اخترتكم لأنكم تمثلون الحي و أهله. أخبروني أولا،
هل تعلمون لماذا أتيتكم ؟
سعدان : نعم ، جئت تحمل أخبار السوء كعادتك … فما رأيناك إلا رسول الشؤم و النحـس..
المقدم :كان ذلك قديما أما الآن فقد تغير كل شيء صدقوني. إن اليوم و الغد يا سادتي للبسطاء
حمدان : يعلم الله ماذا وراء هذا التغزل ! بين أحرفك يا سيدي أقرأ أمرا خطيرا …
المقدم : ( يضحك ) أحمل اليوم ما يؤكد العكس . اسمعوا هذا المنشور…( يخرج منشورا ويقرأ ) لقد قرر أعضاء المجلس البلدي- الموقر طبعا- أن يقوموا بترحيل سكان هذا
الحي إلى مكان ما – الدراسات جارية والموقع لم يحدد بعد ، ولكن اطمئنوا- وعليه
فلا بد من إفراغ حي القصدير حالا حتى يمكن هدمه وبناؤه فنادق سياحية جميلة .فكروا
في السواح و الدولار و الدينار.. إن الحي وبناء على التقارير الطبية لم يعد صحيا
رضوان : عجبا كأنه كان من قبل صحيا !؟ أكمل
المقدم :بما أن السكان–وأنتم منهم طبعا- يعانون وضعا إنسانيا مزريا فقد تقرر(يطوي الورقة)
أن تعطوا المفاتيح في حفل عمومي يحضره الأعيان و الأشراف و الجنود والصحفيون
والسماسرة والشحاذون والصم و البكم و العميان والمقرئون على الموتى.. سيكون يوما
مشهودا تهتزله الأرض والسماء وتباركه الملائكة و أقلام المؤرخين المأجورين ( يضحك
الرجال الثلاثة )
حمدان : لا تتعب نفسك أكثر ، فقد تكلمت بما فيه الكفاية
رضوان : تريدون أن نخرج من الحي؟ إذن اطمئن..سنفعل ذلك إكراما لعينيك (يضحكون)
عبد الكريم برشيد – ابن الرومي في مدن الصفيح – ص 14 إلى 18 بتصرف
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء